وجهت وزارة النقل، اليوم الأربعاء، شركة الخطوط الجوية اليمنية بنقل المواطنين العالقين في القاهرة وجدة، الذين كانوا حاجزين على متن شركة بلقيس للطيران، بعد قرار الوزارة إيقاف نشاط الشركة.
الوزارة شددت على ضرورة إعطاء هؤلاء العالقين الأولوية في الحجوزات وتسهيل عودتهم إلى المطارات اليمنية في المناطق المحررة، مشيرة الى أنها أوقفت "بلقيس" للطيران بسبب عدم التزامها بتجديد ترخيص المشغل الجوي.
وعلى الرغم من هذا التوجيه، أفاد ركاب ومصادر مطلعة أن الأسعار المحددة لنقل الركاب العالقين (280 دولاراً لكل راكب) لم تتم برمجتها في النظام بعد (حتى ظهر اليوم)، وأنهم بانتظار التعليمات الرسمية من الشركة.
ووفقاً للمصادر، فإن عدد العالقين في القاهرة وجدة يقدر بالمئات، وسط انتقادات حادة لقرار وزارة النقل بإيقاف نشاط بلقيس دون إنذار مسبق أو إعطاء فترة كافية لترتيب وضع الحاجزين على متنها.
وكان مكتب رئاسة الجمهورية أصدر في 28 أغسطس الماضي توجيهات لرئيس الوزراء بشأن التعامل مع الشكوى المقدمة من رئيس مجلس إدارة بلقيس للطيران، أحمد العيسي، وفي هذه الشكوى، اتهم العيسي جهات حكومية بعرقلة عمل شركته ومنع استكمال إجراءات التفتيش والتسجيل للطائرات التي تستأجرها الشركة.
وتضمنت توجيهات رئيس مجلس القيادة طلباً بالتسريع في استكمال إجراءات تسجيل الطائرات وفقاً للوائح الطيران المدني.
وفي خطاب صدر عن رئيس الوزراء في 2 سبتمبر، تم التأكيد على ضرورة تكليف هيئة الطيران المدني بفحص الطائرات التي تزمع شركة بلقيس شراءها، بهدف تسهيل عملية تسجيلها واستئناف نشاط الشركة.
كما تم توجيه الجهات المعنية بجدولة ديون الشركة لضمان تسوية أوضاعها المالية، مع مراعاة الظروف الإنسانية للمسافرين العالقين.
ورغم هذه التوجيهات، فإن وزارة النقل، في بيان مشترك مع هيئة الطيران المدني صدر في 5 سبتمبر، قالت إن شركة بلقيس لم تلتزم بالشروط المطلوبة للحصول على الترخيص، بما في ذلك توفير طائرتين على الأقل، إحداهما مملوكة للشركة، بالإضافة إلى معايير السلامة.
من جهتها، ردت شركة بلقيس في بيان في ال 7 من سبتمبر، نافية تلك الاتهامات، واتهمت الوزارة بالتلاعب وتضارب المصالح، خصوصاً فيما يتعلق بتعيين الكابتن محمد مقبل في منصب إشرافي حساس.
وقالت الشركة إنها لم تدع يوماً امتلاكها طائرات، وأن نظام تأجير الطائرات الذي تعمل به هو نظام عالمي معمول به في العديد من الدول والشركات، بما في ذلك مصر والسعودية.
وأوضحت الشركة أن الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها اليمن جعلت من الصعب عليها شراء طائرات مملوكة مشيرة إلى أن وزير النقل لم ينفذ توجيهات الرئيس بتمديد عمل الشركة حتى نهاية العام واستكمال إجراءات تسجيل الطائرات.
الأزمة التي بدأت منذ نهاية الشهر الماضي مستمرة بين طيران بلقيس ووزارة النقل، في حين لا يزال المواطنون العالقون في القاهرة وجدة يعانون من تبعات اقتصادية ونفسية معقدة.