قصر سيئون أو الحصن القديم أو قصر الكثيري ،كما يعرف في الوقت الحالي، هو القصر الذي اتخذه سلاطين الدولة الكثيرية مقرا للحكم، التي حكمت وادي حضرموت لفترة خلت من التاريخ. اتخذه السلطان بدر أبو طويرق (من سلاطين آل كثير) مقرا لإقامته في العام 922 هجري بعد أن جدد عمارته وبنى بجانبه مسجدًا، ومن حينها أصبحت مدينة سيئون عاصمة للدولة الكثيرية وعاصمة للوادي ككل. وفي العام 1274 هجري قام السلطان غالب بن محسن الكثيري بتجديد بناء القصر ثم أكمله ابنه المنصور بن غالب الكثيري ثم قام علي بن منصور الكثيري بإتمام العمارة بشكل الذي نراه اليوم وكان الانتهاء من ذلك في العام 1355 هجري.
موقع القصر
يقع القصر على تله في قلب السوق العام بمدينة سيئون وبذلك يتوسط المدينة ككل.
تشييد القصر
يعتبر قصر الكثيري من أبرز المعالم التاريخية في وادي حضرموت حيث يتميز بجماله وتناسقه وكبره ويضم بداخله 45 غرفه والكثير من الملحقات والمخازن. وقد بني القصر من الطين حيث تزدهر في وادي حضرموت العمارة الطينية إلى اليوم وذلك لملاءمتها جو الوادي الذي يتميز بالحرارة والجفاف.
ويتألف هذا المبنى الطيني الذي فتح أبوابه أمام الزوار عام 1984 من سبع طبقات ويعتبر من بين الأكبر في العالم، وتحتفظ واجهته برونقها الأصلي، بالإضافة إلى أنه يضم متحفا يحتوي على الكثير من المصنوعات الحرفية والكثير من الأدوات التي كانت تستخدم في تلك المرحلة، ويرتاد المتحف العديد من الزوار طوال أيام العام.
وأوضح مدير المتحف سعيد بايعشوت أن المتحف أغلق أبوابه في بداية النزاع عندما سيطر تنظيم القاعدة على محافظة حضرموت، وتم أيضا إخفاء مجموعة من القطع الأثرية المهمة في أماكن سرية.
ويحتوي المتحف على شواهد قبور تعود إلى العصور الحجرية وتماثيل تعود إلى العصور البرونزية ومخطوطات تاريخية قديمة.
وأضاف بايعشوت أنها "أخفيت في أماكن سرية خاصة في المتحف وذلك لتأمين المتحف من أي عملية سطو أو سلب أو تأثير من الحرب الدائرة في البلاد"
اختارت الحكومة اليمنية صورة قصر سيئون لتكون على واجهة العملة فئة ألف ريال باعتباره من أهم المعالم التاريخية اليمنية ويعتبر أهم تحفة معمارية في جنوب شبه الجزيرة العربية ومفخرة للمعمار العربي التاريخي.
وأغلق المتحف أبوابه عند اندلاع الحرب وأعاد فتحها جزئيا في عام 2019.
الخطر الذي يهدد قصر سيئون
يواجه قصر سيئون ، خطر الانهيار بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت في الفترة الأخيرة وسنوات من الإهمال، ليصبح معلما آخر من معالم اليمن المهددة في البلد الذي مزقته الحروب.
وأطلق عبدالله بارماده، وهو مهندس مختص في ترميم المباني التاريخية والأثرية، تحذيره الشديد من أن المبنى في "خطر في حال عدم الاستجابة بسرعة للترميم، خاصة أنه آيل إلى السقوط".
وأكد بارماده "هناك بعض الأضرار في الأساس وفي السطح وفي الجدران وبعض الأسقف، ويحتاج المبني إلى الصيانة المستمرة كونه مبنيا من الطين".
وتسببت الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت اليمن في الأشهر الماضية بوفاة العشرات في أنحاء البلاد.
وأدت الأمطار منذ منتصف يوليو الماضي أيضا إلى تدمير العديد من المباني والمنشآت وألحقت أضرارا بمواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظّمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وخاصة في صنعاء القديمة وشبام وزبيد.
الأمطار تسببت في تدمير العديد من المنشآت والمباني وألحقت أضرارا بمواقع مسجلة على لائحة التراث العالمي لمنظّمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم
وقال حسين العيدروس، المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف في حضرموت، إن "هذا المبنى الطيني الضخم يعد من أهم المباني الطينية في اليمن بشكل عام وربما في الجزيرة العربية".
وأشار العيدروس إلى أنه "مع ضخامة هذا المبنى وقدمه، فإنه تعرض للكثير من الأضرار. أسباب هذه الأضرار بشكل أساسي هي الأمطار. تتشرب المباني الطينية المياه التي تتساقط عليها".